الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
درس في الجمعة مع بلوغ المرام
8130 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل التبكير إلى صلاة الجمعة


وفي الحديث: أن من غسل واغتسل وبكر وابتكر -يعني: بكر إلى صلاة الجمعة، وابتكر؛ يعني: جاء مبكرا- ومشى ولم يركب، وصلى ما كتب له، وأنصت لخطبة الإمام غفر له ما بينه وبين الجمعة الآتية ؛ يعني غفرت سيئاته التي يفعلها بين الجمعتين. والمراد الصغائر؛ لأنه ورد في الحديث الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر وكذلك إذا تقدم احتسب الأجر الكبير.
تعرفون الحديث المشهور الذي في الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة إلى آخر الحديث. المراد بالساعة الأولى؛ يعني بعد هذا الوقت بساعة إلا ربع تبدأ الساعة الأولى يعني بالتوقيت الغروبي. إذا تمت الساعة الواحدة، الآن الساعة اثنا عشر وربع؛ فمعنى ذلك أن الذي يأتي مبكرا في الساعة الأولى كأنه أهدى بدنة، تقرب بها إلى الله تعالى كأضحية أو هدي، وهكذا من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة إلى آخر الحديث.
كل ذلك حث على التقدم؛ ليأتي بأسباب المغفرة، وليحرص على أن يتقرب إلى الله بما تيسر له من الأعمال الصالحة؛ لأنه إذا تقدم قد يشتغل بالنوافل، يصلي ولو صلى ساعة أو ساعتين نوافل، يسلم من كل ركعتين. ولو صلى عشرين ركعة، أو أربعين ركعة، ويتقرب بالقراءة. إذا كان يقرأ يشتغل بالقراءة كما كان الأولون.
ذكر أن بعض المشايخ أن عددا يتقدمون من أول النهار يوم الجمعة، يقرأ أحدهم قبل دخول الإمام عشرة أجزاء، وبعضهم عشرين حسب التقدم، في مجلس واحد يقرأ عشرين جزءا؛ دليل على أنهم كانوا يهتمون بالصلاة ويأتون إليها مبكرين. كذلك أيضا إذا لم يكن يقرأ أنصت إلى القراء، استمع إلى القارئ الفلاني؛ ليستفيد من قراءته، ومن حسن تدبره، أو ترتيله أو صوته. ينصت للقراء يعمل بقول الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا أو يشتغل بالذكر.
ولو أكثر من ذلك في حالة جلوسه يشتغل بالذكر، يعمل بالأحاديث التي وردت في فضائل الذكر؛ مثل قوله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت حرزا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأكثر مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه .
خير كثير يفوت على الذين يتأخرون، ولا يحضرون إلا إذا سمعوا الإقامة أو تحروا أن الإمام قد نزل؛ فإنهم يأتون مسرعين ويفوتهم هذا التقدم وهذا الخير الكثير، أو لا يأتون إلا إذا سمعوا النداء الثاني؛ فيفوتهم هذا التقدم، أو يتخيرون يوم الجمعة أو الخميس والجمعة فيخرجون للنزهة، ويتركون الصلاة صلاة الجمعة مع تمكنهم؛ يعني عندهم سيارات وعندهم حافلات، فيتركون الجمعة وهم يعرفون، بينهم وبينها مسيرة ساعة أو نحوها بالسيارة، ومع ذلك يتركونها كلها.
المندوب أن يتقدم المسلم إلى المسجد ويأتي مبكرا؛ حتى يكتب له أجر انتظار الصلاة، الذي ورد في الحديث: أن الملائكة تستغفر لأحدكم ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينصرف إلى أهله إلا الصلاة فنتواصى بالمواظبة على الصلاة عموما في الجماعة وخصوصا صلاة الجمعة لما ورد فيها من الفضل.

line-bottom